اذا كانت حماس تغفر لليهود

قلبي مليء بالألم بسبب الحرب بين حماس وإسرائيل. أنا شخصياً أعرف أشخاصاً على جانبي السياج وهم يعانون بشدة في ظل قرار القادة. عندما رأيت الصور الأولى، توجهت أفكاري بسرعة إلى ما كتبته في كتابي عن حماس.

وفيما يلي جزء من الفصل 41 بعنوان “إذا كانت حماس تغفر لليهود”. وهو جزء من حوار بين يوسف الفلسطيني في الأردن وابنة عمه نورا في أمريكا.

“ذكرني من فضلك، ما الذي نتحدث عنه بالتحديد؟” سألت نورا.

“كنت قد ذكرت أن المسلمين يريدون أن يأخذوا كل شيء من اليهود”

“آه، صحيح، ذلك” تذكرت نورا “إنهم يتصرفون كالأدوميين في العهد القديم”

“حقاً؟” تفاجأ يوسف وأضاف “لم أعرف ذلك أبداً”

“هل قرأت يوماً قصة الملك يهوشافاط؟ لقد أعطاه الله النصرة على أعداء إسرائيل الذين اجتمعوا للهجوم عليهم، كانوا هؤلاء هم الأدوميون والموأبيون والعمونيون.”

“بالفعل! أعرف أن الله أعطى يهوشافاط النصرة لكنني لم أفكر أبداً بهوية العدو. لكن …” اعترض يوسف “ذلك حدث مرة واحدة فقط”

“ليس بالحقيقة يا ابن عمي، كل سفر عوبديا يتحدث عن الأدميين. لقد أدانهم الله لأنهم فرحوا كون اخوتهم اليهود قد أخذوا للسبي.”

“مثير للاهتمام، حقاً يا نوراً، ألم يكن الأدوميون هم الذين منعوا شعب إسرائيل في زمن موسى من المرور عبر بلادهم في طريقهم إلى أرض الموعد؟”

“هذا صحيح” أكدت نورا سفر حزقيان يصف ذلك بوضوح أكثر. اصغِ لهذا” بحثت عن المقطع الذي يدور في ذهنها وقلبت صفحات كتابها المقدس العربي “في الإصحاح 35 يصف حزقيال الدينونة الواقعة على أدوم بسبب محاولاتهم سلب الأرض التي أعطاها الله لشعب إسرائيل ويهوذا. هنا في الآيتين 10 و11 يقول “بِما أنَّكَ قُلتَ: هاتانِ الأمَّتانِ، يَهوذا وإِسرائيلُ وأرضُهُما هُما لي فأستولي علَيهِما معَ أنَّ الرّبَّ هوَ إلهُهُما، ذلِكَ، حَيٌّ أنا، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ، سأُعامِلُكَ كما عامَلتَ شعبـي بدافعٍ مِنْ غضَبِكَ وحسَدِكَ اللَّذَينِ أظهَرتَهُما حينَ أبغضتَهُم، فيعرفُني شعبـي عِندَما أحكُمُ علَيكَ.

“ياه! يا له من تشابه مع أهداف المتشددين المسلمين” هتف يوسف “يبدو وكأن روح عيسو تستمر في البقاء في شعبنا الذي يكرهون إسرائيل” مأخوذاً بالمنظور الجديد صدّق أنه يعطي تفسيراً لكل الهجومات الانتحارية التي يرتكبها المتطرفون الإسلاميون. لكن ماذا بالنسبة لإسماعيل؟ حاول يوسف أن يستذكر بعض الأفكار التي شاركته فيها ابنة عمه في محادثاتهما السابقة. “نورا، ألم تخبريني عن الإسماعيليون كانوا ميالين للسلم في تعاملاتهم مع نسل إسحق، فيما كان العمونيون والموأبيون والفلسطيون هم الذين كانوا يفتعلون المشاكل لشعب إسرائيل؟”

“هذا صحيح!” وافقته نورا “لكن عماليق تفوقوا عليهم جميعاً. فقد هجموا على شعب إسرائيل في وسط الصحراء بعد خروجهم من مصر دون أن يتعرضوا لأي نوع من أنواع الاستفزاز.”

“وهم كانوا من نسل عيسو” أضاف يوسف بحماس “لذلك، قد يستخلص المرء أن المسلمين الذين يلجأون للعنف يتبعون خطى عيسو فيما يسير المسلمون المحبون للسلم في خطى إسماعيل.”

“تلك فكرة ملفتة يا ابن العم. سأحفظ ذلك في ذاكرتي” أعجبت نورا بيوسف بسبب بصيرته النافذة “هنا في أمريكا يعتقد الكثير من المبشرين أن العرب ما هم إلا إسلاميون عنيفون. ربما لديهم لمحة عن وجود عرب مسيحيين لكن الكثير منهم لا يفهمون حقاً فكرة أن غالبية المسلمين يريدون أن يحيوا حياة طبيعية مثلهم .. تماماً…” تلعثمت نورا ومن ثم أطلقت شهقة عالية.

“ما الخطب يا ابنة العم الغالية؟” سأل يوسف؟

“كم سيكون هذا العالم مختلفاً لو .. لو تَبِع جميع المسيحيون مِثال يسوع” تمتمت نورا

كان يوسف يعرف ابنة عمه جيداً لكنه فشل في تتبع أفكارها “ماذا تقصدين؟”

“حسناً! ضحّى يسوع بحياته من أجل الخُطاة: المجرمون، والقَتَلة، والإرهابيون، والجميع”.

اعتاد يوسف على سماع هذه الكلمات مرات عديدة فأصبحت مألوفة بالنسبة إليه. لذلك لم يفهم ما الذي كانت نورا ترمي إليه”

“تخيل يا يوسف لو أحب كل المسيحيون المسلمين من أعماق قلوبهم واهتموا بسلامتهم” وصله صوت نوار برقة “ثم انهدمت الأسوار فيما بينهم. عندها سيأتي الكثيرون للإيمان تماماً كما وعد الله. ومن ثم …” مرة أخرى اختنقت الكلمات في فم نورا إذ هددت مشاعرها بالتغلب عليها. انتظر يوسف بصبر فيما استعادت رباطة جأشها واسترسلت في حديثها “… بعد ذلك، يبدأ هؤلاء المسلمون بمعاملة اليهود بذات الطريقة”

نزلت دمعة على خد يوسف فيما هو محدق بشاشة الحاسوب، إذ تصوّر في ذهنه قادة حماس وحزب الله يغفرون للمحتلين اليهود. آه، لو حدث ذلك فمن يدري؟ قد يسبب ذلك أن تتغير توجهاتهم، وربما في يوم ما سأتمكن من العودة إلى أرض أجدادي.

هل ممكن لحماس أن تغفر اليهود يوما ما؟ أنا متمسك بما قاله يسوع المسيح: “غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله” (لوقا 18: 27). دعونا نصلي من أجل أن يتأثر العرب بمحبة الله فيغفروا لليهود. فيغار منهم اليهود (رومية 10: 19) ويفتحون قلوبهم للرب وللعرب.

Facebook